حملة الشعب أو الفقراء - الحملات الصليبية -
recent

الأربعاء، 1 يوليو 2020

حملة الشعب أو الفقراء - الحملات الصليبية -

بسم الله الرحمن الرحيم



والصلاه والسلام علي أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم وعلي أله وصحبه أجمعين اما بعد .. اليوم بإذن الله عالي سنستكمل سلسة الحملات الصليبية علي المشرق بدايه من الحملات الأولي إنتهاء بأخر معارك المسلمين مع الصليبين .

الحملة الصليبية الأولي

التاريخ


وقعت في شهر إبريل وانتهت في أكتوبر من العام ستة وتسعون وألف ميلادياً



المقدمة 


قبل مجيء الحملات الرئيسية علي المشرق بقياده دول الغرب الصليبية والتي كما ذكرنا مسبقاً اتخذت من الصليب شغاراً لها في هذه الحملة إشارة إلي انها حملات مقدسه او دينيه للحج إلي الأراضي المقدسة - علي حد زعمهم - ورغم أنها كانت حمله عسكريه من الطراز الأول تهدف إلي تحقيق مصالح واطماع اقتصاديه وسياسيه إلا أن رجال الدين في أوروبا أوهموا الناس بعكس ذلك مما جعلها تأخذ الطابع الديني , قبل مجيء تلك الحملات علي المشرق تبعها حمله صغيره عرفت باسم حملة الشعب أو "حملة الفقراء"


حملة الشعب "الفقراء"


لاقت فكره الحملات الصليبية رواجاً كبيراً في أوروبا خصوصاً بعد أن أخذت الطابع الديني حيث اعتبرها مسيحيو أوروبا حرباً مقدسه ضد الكفار - علي حد قولهم - الذين يغتصبون الأراضي المقدسة ويمنعون الحجيج إلي أورش يلم - القدس العربية - وقد تجمع عدد كبير من الفلاحيين والعبيد والنبلاء  وقرروا أن يسافروا إلي بلاد الشرق قبل موعد الحملة الأولي هرباً من الجفاف والفقر والحالة البائسة التي كانت تعيشها بلاد الغرب وقد قاد هذه الجموع رجل يدعي " بطرس الناسك " و "ولتر المفلس "

بطرس الناسك




بطرس الناسك في بلاط الملك البيزنطي

هو رجل دين وراهب فرنسي من مدينه أميان الفرنسية , ويعد الأب الروحي للحملات الصليبية عامة وأحد قاده الحملة الصليبية الأولي والسبب الرئيسي في خروج حملة الفقراء أو الشعب , ويعتبره بعض المؤرخين السبب الحقيقي أو الداعي الحقيقي للحملات الصليبية علي الشرق وليس البابا أوربان الثاني .


والتر الملفس 


وهو فارس من مدينة بواسي انضم إلي بطرس الناسك في قياده حملة الشعب , وقد قاد جيش فرعي منشق عن جيش بطرس الناسك إلي بلاد البلقان وصولاً إلي القسطنطينية ثم أندمج الجيشان في القسطنطينية تحت القيادة المشتركة للأثنين .


خط سير الحملة 



خط سير حملة الفقراء أو الشعب
خرج بطرس الناسك من فرنسا إلي ألمانيا يجمع الأنصار والمؤيدين للحملة لتكوين جيش منهم وأستقر علي أنه يذهب لمقاطعه كولونيا الغنية والمليئة بالموارد والتي يمكنها أن توفر له الغذاء ومن يدري ربما يجد فيها العديد من الأنصار والمؤيدين له فيزيد بذلك عدد الجيش وربما يجد بها العديد من النبلاء والإقطاعيين الذين يمكنه أن يقوي كيان الجيش بهم  وبالفعل وصل بطرس إلي ألمانيا وأخذ يدعوا الناس للحملة الصليبية والتي قوبلت بالرفض في البداية والاستهجان ولكن سرعان ما لاقت رواجاً كبيراً بين الألمان المتحمسين للهجوم علي الشرق ووصل أتباع بطرس إلي الالاف  .

أما ولتر المفلس فلم يستطع أن ينتظر بطرس وجيوش ألمانيا وأثر أن يتحرك بجيشه , فخرج علي رأس بضع ألاف من الصليبين قاصداً بلاد البلقان  المعبر لبلاد الشرق  .

تحرك بطرس بعد انتهاء عيد الفصح في طريق حدود مملكة هنغاريا فوصل إلي هنغاريا في الثامن من شهر مارس فعبر هنغاريا دون مشاكل وتابع سيره حتي وصل إلي نهر الساف علي ثغور بلغراد وهناك رفضه حاميه المدينة السماح لهم بدخول مما ترتب عليه العديد من عمليات النهب والتخريب حيث خربت حامية ولتر كل ما في طريقهم حتي سُمح لهم بدخول الأراضي البيزنطية .

أما بطرس الذي بقي في كولونيا حتي يوم العشرين من أبريل أستطاع أن يكون جيش قوامه عشرون ألف من الصليبين وقرر السير قاصداً مملكة هنغاريا مثل ما فعل ولتر وحين وصل الدانوب انقسم الجيش إلي فرقتين , فرقة فضلت عبور نهر الدانوب بالقوارب والفرقة الأخرى وهي الغالبية العظمي فضلت السير علي ضفاف نهر الدانوب , وصل بطرس إلي سيملين في يوم العشرين من يونيو وهناك أنضم إلي الفرقة التي عبرت نهر الدانوب بالقوارب , وعلي غرار ما حدث لولترحدثت العديد من المتاعب هناك , فقد أصاب الزعر الجيش الصليبي عندما راو ملابس فرسان ولتر الستة عشر معلقه علي أبواب المدينة , ومما أجج المشاكل هو نزاع علي سعر زوج من الأحذية في احد أسواق المدينة بين أحد الصليبين وسكان المدينة تحول إلي صراع دامي , فقام الصليبيون بمنتهي الوحشية بمهاجمه المدينة وقتل كل من فيها من السكان والذين بلغ عددهم أربعه ألاف قتيل , ونهب كل ما استطاعوا نهبه من المدينة ثم لازوا بالفرار إلي مملكة بلغاريا عبر نهر الساف .

في نيش حدثت العديد من الخلافات بين الصليبين والسكان علي طول الطريق , حيث أن المرتزقة الألمان قاموا بإحراق بعض طواحين الهواء في المقاطعة مما ترتب عليهم غضب سكان النجش , حيث قامت حاميه المدينة بمهاجمة الصليبين الأمر الذي ترتب عليه فناء ثلث الجيش ولاذ الباقون بالفرار حتي وسلو إلي القسطنطينية .

وصل بطرس إلي القسطنطينية ولقد قوبل الجيش بالحفاوة والترحاب , حتي أن سكان الإمبراطورية قد تبرعوا للحملة بالأموال والطعام وقد وجهه الإمبراطور بتزويد الحملة بكل ما تحتاجه من مستلزمات عسكرية و طعام ومؤن , ووصلت حفاوة الإمبراطور إلي أن طلب مقابله زعيم الحملة , فقابل بطرس وقدم له النصح وطلب منه أن ينتظر حتي تصل أمداد الجيوش الرئيسية للحملة من أوروبا .

في القسطنطينية وصلت مجموعه من الإيطاليين إلي المدينة وانضمت إلي جيش ولتر المفلس وسرعان من أندمج الجيش مع جيش بطرس الناسك , ولقد شجعت أعمال النهب والسرقة والخراب والوحشية التي تسببت بها قوات الصليبين في المدن والضواحي البيزنطية الإمبراطور علي الإسراع في نقلهم إلي أسيا عبر مضيق البسفور رغم علمه بتفوق المسلمين علي هذه الشرذمة التي ما جاءت لغرض ديني وإنما جاءت للنهب والسرقة .



الأحداث


وصلت فلول الصليبين إلي الأراضي الأسيوية فأخذو يغيرون علي كل ما يقابلونه من قري ومناطق بل وحتي كنائس ! , ووقع خلاف شديد بين الصليبين حيث تمرد الإيطاليين والألمان علي قياده بطرس الناسك وعينوا لأنفسهم قائد جديد يدعي رينالد , بينما أثر الصليبين الفرنسيين أن يبقوا تحت قياده بطرس الناسك و المفلس وقد أخذت الفرقتين تتنافسان في نهب المدن والقري والضواحي ونهب كل ما يقابلهم في طريقهم إلي أورشليم .

أما الجيش الفرنسي فقد أخذ يهجم علي البلاد الخاضعة للسلاجقة الواحدة تلو الأخرى حتي وصل علي حدود نيقيه عاصمة السلطان السلجوقي قلج أرسلان رحمه الله وقد تعاملوا مع سكان هذه البلاد بوحشيه لم يري مثلها رغم أنهم كانوا إخوانهم في المسيحية وقيل أنهم كانوا يقتلون الأطفال الرضع حرقاً ! وبعد ذلك عادوا إلي معسكرهم في سيفتوت .

وقد أثارت هذه الغارات حميه الألمان فأخذوا هم الأخرين يغيرون علي المدن والقري التي تقابلهم ولكنهم كانوا أقل وحشيه من الفرنسيين حيث أبقوا علي حياه المسيحين علي عكس الوحشية التي أرتكبها الفرنسيين في المسيحين والمسلمين .

وصل الألمان والإيطاليين إلي حصن زيريغوردون وتمكنوا من السيطرة عليه ولأن الحصن كان غني بالمؤن قرر الصليبين أن يتخذوه قاعده للإغارة علي المنطقة المحيطة 

ولما علم بذلك السلطان السلجوقي المسلم قلج أرسلان رحمه الله أرسل إليهم بجيش علي رأسه واحد من أفضل قواد السلطنة , قام الجيش بالسيطرة علي نبع المائع الوحيد الموجود في المنطقة ومحاصره الحصن , مما دفع الصليبين تحت ضغط الحصار إلي شرب دماء الخيول وأبوالها من العطش وبفعل الحصار وشده العطش , أستسلم الصليبيون وفتحوا الحصن للمسلمين , وقد تحول منهم جزء إلي الإسلام وعلي رأسهم رينالد وقد نقلوا إلي خرسان والجزء الأخر قُتل جزاء للجرائم التي أرتكبها في ديار الإسلام

في معسكر سيفتوت وصلت أنباء واشاعات سيطرة الصليبين الألمان علي حصن زيريغوردون وقد عمل الجواسيس السلاجقة علي نشر شائعات تفيد بأن الصليبين تمكنوا من السيطرة علي نيقيه عاصمه الدولة السلجوقي , شجع ذلك الجيش الصليبي واشعل فيه الحماسة للسير نحو نيقيه .
  

فشل الحملة والهزيمة النكراء علي يد السلاجقة المسلمين .


في طريق سيرهم نصب السلاجقة الكمائن والفخاخ علي خط سير الصليبين وأثناء سيرهم علم الجيش بحقيقه الأخبار وما حدث للجيش الصليبي المكون من الألمان والإيطاليين الأمر الذي أصاب الجيش بالخوف والذعر , وشعروا برغبه في الانتقام لإخوانهم , أما ولتر فقد فضل أن ينتظر بطرس والذي ذهب لجلب الإمدادات من القسطنطينية .

تأخر بطرس وفي الحقيقة أنه لم يعد مره أخري وقد رأي أغلب الجيش انتظاره ولكن القائد بوريل رأي أنه يجب عدم الانتظار والانقضاض علي السلاجقة

في الواحد والعشرين من أكتوبر من نفس العام تحرك الجيش إلي أن وصل إلي كمين نصبه له السلاجقة والذين أمطروهم بوابل من السهام مما أدي إلي فناء الجيش عن بكره أبيه بما فيهم ولتر وتمكن شرذمه قليله منهم من الهرب عائدين إلي القسطنطينية .


النتائج 


1- فشل الحملة
2- انتصار السلاجقة المسلمين 
3- فناء الجيش الصليبي 
4- إرسال حملات صليبية أخري
5- تأمين بلاد الإسلام .

المصادر


كتاب قصه الحروب الصليبية من البداية حتي عماد الدين زنكي , د. راغب السرجاني
كتاب تاريخ الحملات الصليبية , ستيفن رانسيمان


والسلام عليكم ورحمه الله تعالي وبركاته














هناك 3 تعليقات:

مواضيع لاقت الاعجاب