بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام علي أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين أما بعد، سنتحدث اليوم إن شاء الله تعالى عن نبي من أنبياء بني إسرائيل لا يعرفه الكثيرون، وهو " شمويل " عليه السلام
بسم الله الرحمن الرحيم "أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ"، في هذه الآية تحدث الله عن أحد الأنبياء الذين أتوا بعد عبده موسى، ولكن لم يذكره بالاسم، وبحسب أغلب المراجع المقصود بهذه الآية الكريمة كان النبى شمويل أو صموئيل.
بدأت المعركة بخروج جالوت للمبارزة، وهو عملاق ضخم مدجج بالسلاح، فطلب من يبارزه، فلم يخرج أحد، فناداهم طالوت: من يخرج له؟، فلم يخرج أحد، فأراد أن يشجعهم ويحفزهم فقال: من يخرج وأزوجه ابنتي ويكون شريكي في الملك؟، فتقدم شاب من أتباع طالوت، وهو داود عليه السلام، وكان شاباً عمره ستة عشر عاماً، كان داود يقاتل بالمقلاع ـ وهو حبل له طرفان في آخرهما جلدة أو قطعة قماش قوية توضع فيها الأحجار ثم يبدأ بالتلويح حتى يترك أحد طرفي الحبل فينطلق الحجر بقوة كبيرة ـ، خرج داود لمبارزة جالوت، فقال له جالوت: إرجع يا غلام فإني لا أحب أن أقتلك، قال: بل أنا أحب أن أقتلك، فأراد جالوت أن يتقدم إليه، فعاجله داود عليه السلام بالمقلاع، وكان فيه ثلاثة أحجار، فجاءت الأحجار الثلاثة في ناصيته ـ أي جبهته ـ، فقتله من ضربة واحدة من أول المعركة، وسقط جالوت ودبت الفوضى في جنده، فشد عليهم طالوت وجنوده , بسم الله الرحمن الرحيم: (فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ) البقرة.
ووفى طالوت بوعده لداود وزوجه ابنته وصار شريكه في الملك، فصار داود الملك بعد طالوت.وهكذا كانت ولاية داود عليه السلام على بني إسرائيل، وجمع الله على يدية مرة أخرى الملك والنبوة.
نبي الله شمويل عليه السلام |
بسم الله الرحمن الرحيم "أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ"، في هذه الآية تحدث الله عن أحد الأنبياء الذين أتوا بعد عبده موسى، ولكن لم يذكره بالاسم، وبحسب أغلب المراجع المقصود بهذه الآية الكريمة كان النبى شمويل أو صموئيل.
فساد بني إسرائيل :
إنتشر الفساد في بني إسرائيل وكثر فيهم الكفر والفسق والفجور، وإنتشر فيهم أمر خطير جدا ما سبقهم به أحد من العالمين، وهو قتل الأنبياء عليهم السلام بسم الله الرحمن الرحيم: ( فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ ۚ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلً ) النساء.
حتى أنهم كانوا يقتلون في اليوم الواحد ثلاثة أنبياء، وقيل أنهم قتلوا أكثر من ذلك.
فلم يكن يوم بدون نبي، كلما مات نبي أرسل الله لهم نبي، حتى إنفصل الدين عن الدنيا فكان الملك عند الملوك والدين عند الأنبياء، فتسلط الملوك الجبابرة على بني إسرائيل وهم أبناء جلدتهم، فنشروا الظلم بين الناس وإستعبدوهم
فقدان التابوت :
ونتيجة للظلم والكفر توالت الهزائم على بني إسرائيل في معارك متتابعة "فلما كان في بعض حروبهم من أهل غزة وعسقلان"
هزم بنوا إسرائيل هزيمة نكراء، حتى استولى العماليق ـ وهم أهل فلسطين ـ على "التابوت" وهو صندوق من الخشب يتبركون فيه،
وكانوا يحملونه معهم في المعارك، إذا رأوه تنزل عليهم السكينة، كان فيه بقية مما ترك آل موسى وآل هارون مما بقي من صحف أو ألواح موسى عليه السلام، وفيه عصى موسى وبعض ملابسه وأشياء لهارون عليهما السلام، وقيل كان فيه شيء من المن الذي كان ينزل من السماء في فترة التيه.
فلما فقدوه ونالتهم الهزيمة، شاعة الفوضى بينهم، ولم يبقى لديهم ملوك تسوسهم على طاعة الله، إلى أن جاءهم نبي كريم هو (شمويل) عليه السلام، ويسمى شمعون وهو من ورثة هارون عليه السلام، ويقال له "أشمويل" ومعناه بالعبرانية إسماعيل أي: سمع الله دعائي.
شمويل يوحدهم :
أرسله الله لبني إسرائيل بعد أن شاع فيهم الفرقة والفساد ونالت منهم الفرقة ما نالت، وكانوا قد فقدوا الأنبياء والملوك، فدعاهم إالى الحق فإستجابوا، وبدأوا يشعروا أن هذه الفوضة التي عمتهم مصيبة عليهم، وأدركوا بأنهم بحاجة إلى ملك يسوس أمرهم، فقالوا لشمويل: إختر من بيننا ملكاً قائداً يحكمنا ونطيعه لننتصر على أعدائنا, بسم الله الرحمن الرحيم : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا ۖ قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا ۖ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ) البقرة
فقال لهم شمويل : أخشى إن كتب عليكم الجهاد أن تنكسوا ولا تقاتلوا، فقالوا: أصابتنا المصائب على يد العماليق، وكانوا قد أخرجوا من القدس وذبحوا مذبحه شديدة على يد ملك جبار (بختنصر)، فهو الذي أخرجم وقتل فيهم مقتلة عظيمة في تاريخ طويل لبني إسرائيل، فأوحى الله الى نبيه شمويل بوجوب الجهاد ، فأخبرهم بهذا الأمر، أكثرهم رفضوا، وهم الذين أعطوا العهود والمواثيق أنه إذا نزل الجهاد سيقاتلون، نكسوا ولم يبقى مع شمويل إلا عدد محدود مقارنة مع الأعداد الكبيرة لبني إسرائيل, بسم الله الرحمن الرحيم : ( فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ.)
طالوت ملكاًً :
إختار شمويل عليه السلام رجلاً من بني إسرائيل هو طالوت بن قيش من ذرية بنيامين بن يعقوب عليه السلام، فإعترضوا على ذلك حيث كان الملوك الذين سبقوا طالوت من ذرية "يهوذا"، قال تعالى, بسم الله الرحمن الرحيم : (وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا ۚ قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ ۚ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) البقرة.
طالوت كان رجلاً بسيطاً، يعمل في دباغة الجلود، فقير لكنه عليم حكيم، وعنده قوة وضخامة بالجسد، فرد عليهم النبي: أن هذا إختيار الله عز وجل هو الذي اختاره، وهو متفوق عليكم في القوة البدنية، والقوة العقلية، والله يؤتي ملكه من يشاء، فرفضوا القتال وعصوا أمر نبيهم.
فأتاهم شمويل بآية ودليل على أن طالوت أختير من عند الله , بسم الله الرحمن الرحيم: (وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَىٰ وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) البقرة.
قال إن علامة ملك طالوت أن يأتيكم التابوت الذي أخذه العماليق يوم هزموكم، فنظروا فإذا التابوت نازل عليهم من السماء حتى وضع بين أيديهم، عندها فقط نزلوا تحت إمرة طالوت
إختبار النهر :
وتحرك طالوت بالجيش في صحراء قاحلة، كلهم يطلبون الماء ولو شربة واحدة، لكنه الإبتلاء والإختبار من الله سبحانه وتعالى الذي يمحص المؤمنين قبيل المفاصلة العظيمة التي لا يثبت فيها إلا الرجال , بسم الله الرحمن الرحيم: (فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ ۚ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۚ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ ۚ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) البقرة.
أخبره بما سيواجهما من صعوبات لكي يستعدوا ويتهيئوا لها، فأخبرهم أنهم سيمرون على نهر، فأقام لهم اختباراً وامتحاناً: أنه من شرب من هذا النهر فلا يصحبه في هذة الغزوة، لكنه أعطى فرصة للذين أعياهم العطش أن يغرفوا غرفة واحدة باليد، وأخبرهم بأن هذا إختبار من الله، لكن القليل منهم توقفوا عند غرفة واحدة، والذين لم يشربوا ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، والآلاف كلهم شربوا.
فلما رأوا العدو هالهم العدد والعدة، لكن الفئة المؤمنة منهم سارعت في تعزيز موقف الجيش , بسم الله الرحمن الرحيم: (وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) البقرة.
داود يقتل جالوت :
نبي الله دواد عليه السلام يقتل جالوت |
ووفى طالوت بوعده لداود وزوجه ابنته وصار شريكه في الملك، فصار داود الملك بعد طالوت.وهكذا كانت ولاية داود عليه السلام على بني إسرائيل، وجمع الله على يدية مرة أخرى الملك والنبوة.
المصادر :
- ابن كثير البداية والنهاية
- صحيح البخاري
ليست هناك تعليقات: